الألعاب الشعبية نشاطات تقليدية يمارسها الناس ضمن إطار المجتمع وفي أوقات الفراغ, ولكل سن وجنس ألعابه الخاصة به, فهناك ألعاب تخص الأطفال وأخرى تخص الكبار, كما أن لكل من الذكور والإناث ألعاباً تناسبهم, وقد تكون هذه الألعاب مريحة وسهلة أو مجهدة ومرهقة, وقد تمارس في أي زمان أو في وقت محدد ومن هنا سيتم تقسيم الألعاب إلى :
أولاً- ألعاب الأطفال: يحب الأطفال اللعب والاجتماع مع الأقران كثيراً, والطفل الذي لا يلعب مع الآخرين قد يتعرض لأمراض نفسية مستعصية كالعزلة والانطواء, والطفل الذي يحرم من اللعب سيضطر أن يلعب في وقت متأخر, وقد يلعب بمصيره أحياناً دون أن يدري, وفي اللعب يظهر تقليد الصغار للكبار, والكثير من الآباء والأمهات ولاسيما كبار السن يتضايقون من الطفل الكثير الحركة, ويعتبرون اللعب مضيعة للوقت, ويمكن استغلاله بالجدّ والاجتهاد, ومن هنا ينظر إلى هذا الطفل نظرة دونية أحياناً, ومن ألعابهم :
1ً- الـدّكة ( الدوش ): ترسم على الأرض ثمانية مستطيلات (أبيات) متجاورة وهناك قطعة حجرية رقيقة ملساء تدعى (الدوش) ترمى فـي البيت رقم 1, ويتحرك الطفل بين البيوت دكّاً على رجل واحدة, وهذه اللعبة مسلية وتحتاج إلى قوة وتوازن ودقة في تنقلاته, وتعلمه الحساب, وتتم ممارستها من قبل طفلين, يحددان رقماً يجب الوصول إليه وليكن/1000/, فبعد أن يرمي الطفل الأول الدوش في البيت رقم 1 ويدك على رجل واحدة يدفعه برجله إلى البيت رقم 2, ثم 3 ثم 4 ثم يستريح في البيت رقم 5 ويقف على رجل واحدة, ويمسك بدوشه ويرميه في البيت الذي يرغب الحصول على قيمته (100, 200, 300) قافزاً البيت السادس, ثم يخرج من البيت الأول بحجره, وقد نال الرقم الذي استحقه, ثم يأتي دور الطفل الثانـي وهكذا, وإذا وطئت رجله الثانية أي بيت عدا الاستراحة نال صفراً في جولته, وهذه اللعبة مفضلة لدى البنات, وهي تشبه لعبة قديمة تسمى (الحِيز) مع فوارق منها عدم وجود أرقام, وعلى اللاعب ضرب الدوش برجله من بيت لآخر دون ملامسة أي خط حتى إخراجه من البيت الثامن, ومن ثم يمسك بدوشه ويقف وخلفه البيوت ليرميه من وراء ظهره, فيستولي على البيت الذي وقع فيه, واضعاً إشارة ( × ) عليه, وبالتالي يحق له الاستراحة فيه, بينما لا يسمح لخصمه وضع الدوش فيه وعليه قفزه أيضاً.
2ً- اللقسة: لعبة شائعة في سورية ومعظم البلاد العربية مع اختلاف في أسمائها، وفيها تنتقى خمس حصى ناعمات بحجم معين, وتفرد ( تنثر) على الأرض ثم يأخذ اللاعب واحدة ويرميها نحو الأعلى ليلتقط واحدة من الأرض والتي رماها, وهكذا يفعل ببقية الحصى, ثم يفردها ليلتقط اثنتين اثنتين مع التي رماها, ثم ثلاث فواحدة, ثم الأربعة معاً وهنا يقال : ( دق الكبة سبع كباب, باب ), ثم يرمي الحصى من خلف يده اليسرى واضعاً الإبهام والوسطى على الأرض على شكل قوس وتكون السبابة فوق الوسطى, ثم يرمي حصوة نحو الأعلى ليدخل الحصى واحدة واحدة داخل القوس, الصورة رقم ( 33) ثم يضع الحصى بكفه اليمنى وقد جعلها بجانب كفه اليسرى المقلوبة, ويرمي الحصى نحو الأعلى قالباً كفه اليمنى لتصبح الحصى على كفيه, ثم يرميها ويلتقطها من جديد, وهنا يأتي دور الطفل الثانـي, ويتناوبان حتى يخطئ أحدهما فيفوز الآخر, وهي لعبة مفضلة لدى البنات كثيراً, وتتطلب سرعة البديهة, والخفة والدقة في استخدام اليد. الصورة رقم ( 34 ) .
الصورة رقم ( 33 ) فتاتان تلعبان لعبة اللقسة
الصورة رقم ( 34 ) صور من لعبة اللقسة
3ً- الطميمة: وتدعى في بعض المناطق بالغميضة وهي شائعة في كثير من الدول وهي سهلة لا تحتاج إلى أدوات, وفيها توضع عصابة على عيني الطفل أو يتجه نحو الحائط كما في الصورة رقم ( 35 ) أو يضع كفيه على عينيه, ويحاول الإمساك بأحد رفاقه, ليكون دوره ويحل محله , وهي مفضلة لدى الصغار من الذكور والإناث , وتحتاج إلى خفة وخيال وهي مضحكة ومسلية.
الصورة رقم ( 35 ) بنات يلعبن لعبة الطميمة أو الغميضة
4ً- الصيّاح ( البلبل ): يقوم الطفل بشرائه, وهو من الخشب مخروطي الشكل, وينتهي بسن معدني يرتكز عليه أثناء دورانه على الأرض, حيث يقوم الطفل بلف الخيط عليه عدة لفات بدءاً من سنِّهِ, ويكون طرف الخيط الآخر مربوطاً بأصبعه, ثم يقذفه فيتحرر من الخيط ويبدأ الصيّاح بالدوران على الأرض ويفضل أن تكون مستوية وهي لعبة مسلية, وتحتاج إلى خفّة ودقة أثناء قذفه. الصورة رقم ( 36 )
الصورة رقم ( 36 ) البلبل أو الصياح
5ً- لعبة سطحو: وكانت تمارس ليلاً من قبل الذكور فقط في الشارع , وهي تشبه لعبة الطميمة في بعض جوانبها, الصورة رقم ( 37 ) وفيها تتحدد منطقة أمان على الجدار, ويقف فيها طفل ووجهه نحو الجدار, ثم يتخفى الأطفال, وبعدها يقوم الطفل بالبحث عن رفاقه فإذا تعرف علـى أحدهم صاح: سطحو فلان وعندها يكون دوره, وهنا يحاول كل طفل الوصول إلى منطقة الأمان أثناء بحث الطفل عن رفاقه وخروجه منها, وهي لعبة تحتاج إلى ركض وجهد, وانتباه وحذر شديدين.
الصورة رقم ( 37 ) لعبة سطحو
6ً- لعبة الدكة: يرسم الأطفال بحجر مربعاً كبيراً حوالـى ( 10×10م ) مثلاً بحسب عدد اللاعبين, وينزلون داخله, وينتقى طفل قوي الجسم, ويقوم بالدك على رجل واحدة خلفهم حتى يصيب برجله الثانية أحدهم أو يخرجه خارج الساحة ( المربع ), وعندها يكون دوره, وهي لعبة تحتاج إلى قوة وصبر وتحمل وتوازن, ولذا يمارسها الذكور فقط.. وكانت تمارس في المدارس الابتدائية أثناء الفرصة ( الفسح ) أو في ساعات الفراغ .
7ً- لعبة النحل ( الكلال ): هي شائعة في دول العالم بتسميات عدة وهي كرات زجاجية صغيرة وملونة, تقذف من الإبهام الموضوع ما بين الوسطى والسبابة, فإذا أصاب نحلة رفيقه أخذها و يمارسها الذكور وتتطلب دقة اليد وتركيز الذهن. الصورة رقم ( 38 ) .
الصورة رقم ( 38 ) اللعب بالنحل أو الكلال
8ً- لعبة السيرة: يلعبها طفلان, وأدواتها علبة تنك صغيرة طُبقت وأصبحت متكتلة, وحجرة تدعى بالدوش يضرب به التنكة ليبعدها من مكانها, ثم يقيس بقدميه المسافة الحاصلة 1و2و3 وحتى 20 ثم يتحول إلى ذكر كلمات وهي ( نمّز, نسري, نأكل, بالعنب, بالتين, تينة, ثنتين... وحتى 20) ثم يأتـي دور الطفل الثانـي, وهي مسلية, وتعلم الأطفال التعداد, وتدربهم على التوازن عند قياس المسافات.
9ً- المتريس: تمارس من الذكور والإناث, ومن قبل طفلين حيث يرسمان متريساً, الصورة رقم (39) ولكل منهما ثلاث حصى مميزة, وهي تشبه الضامة, وتحتاج إلى مراقبة وحساب للاحتمالات, وبالتالي اختبار للذكاء, ومن يغلب يقول لخصمه: (فيك دودة ).
الصورة رقم ( 39 ) لعبة المتريس
10ً- القفز على الحبل: حيث تمسك كل يد بطرف من الحبل, أو تمسك طفلتان بطرفيه ويتم تحريكه مع قفز البنت, وهي مفضلة كثيراً لدى البنات حيث المتعة والتسلية والنشاط. الصورة ( 40 ) .
الصورة رقم ( 40 ) القفز على الحبل
11- لعبة حبّابة: يجلس الأطفال في حلقة, ويضع طفل رأسه في حضن الجد أو الجدة وظهره للأعلى ويطبون على ظهره ويقولون ( حبابة, حبابة عجوز الخير تكثح بين ترابها ياللي اسمو سميتو ببطن أمو لميتو إيد مين فوق ) وعندها توضع الأيدي بعضها فوق بعض على ظهره وعليه أن يعرف مَن صاحب اليد الأعلى ليكون دوره, وهي لعبة تثير خيال الطفل وذكاءه, وقد تلعب الصدفة دورها هنا.
12- لعبة قطيمشة ومنيمشة : أيضاً يتحلّق الأطفال حول جدهم أو أحد أفراد العائلة الكبار , ويمدون أيديهم على الأرض, ويقوم كبيرهم بقرصها عند ذكر كل كلمة من هذه الكلمات, والكلمات هي ( قطيمشة ومنيمشة, بعثتني ستي عيشة لأشتري بصل, وقع الكوس انكسر, حلفَتْ ما تعلقني إلاّ بمعلاق البقر, والبقر نطّاحة, وعجولها رمّاحة, مدي إيديكِ يا عروس لنقبعك بالدراهم والفلوس ), وتفوز اليد التي تنتهي عندها كلمة الفلوس وهي لعبة شائعة في سورية وقد تختلف بعض كلماتها وتعتمد الحظ والصدفة, الصورة رقم ( 41 ) .
الصورة رقم ( 41 ) لعبة قطيمشة ومنيمشة
13- ومن الألعاب لعبة ( الكوم بان يُس ) : حيث يمد كل طفل أو طفلة يده اليمنى ويقوم الكبير فيهم بوضعها فوق بعضها مع الرفع والخفض لها وهو يقول: (كوم بان يُس, دلال الحق المستحق الكوم بان يُس ) ثم يبعدون أكفهم فمن خالف كفه كف الذي يقول ( حيث مرة يجعل باطن الكف نحو الأسفل أو يقلبه ) يكون خاسراً, وهي من ألعاب الخفة, والدقة في استخدام اليد. ومعنى الكومبانيس الشركة . الصورة رقم ( 42 ) .
الصورة رقم ( 42 ) لعبة الكوم بان يس
14- لعبة البنات : وهي على شكل دمية , الصورة رقم ( 43 ) ويتم صنعها من قبل البنات أو شراء لعبة تسميها وتغني لها.
الصورة رقم ( 43 ) دمية أطفال
15- ألعاب الدوران واختلال التوازن: هي بأشكال عدة, كأن يقوم الطفل الصغير بالدوران حول نفسه حتى يختل توازنه, أو يمسك الكبير بيدي الصغير ويقوم بتدويخه, ثم تركه, كي يصل إلى أمه أو مكان معين, وهو مختل التوازن, وقد يصاحب اللعبة عبارة: ( دوخة دوخة الشامية, وعلى سطوح البريّة ), وهي من الألعاب المحببة لدى الصغار.
16- لعبة المراجيح ( الأراجيح) : وهي معروفة وعالمية ويحبها الأطفال كثيراً, وقد تترافق مع الغناء مثل : ( يا حجّ محـمد.. يو يو, إنطيني حصانك .. يو يو, لأشد واركب .. يو يو, على أسكندر .. يو يو, أسكندر ما مات.. يو يو, خلّف بنات.. يو يو, بناتو أسود .. يو يو, مثل البارود ..يو يو ). وكثيراً ما كنت تنصب أيام الأعياد . الصورة رقم ( 44 )
الصورة رقم ( 44) لعبة المراجيح قديماً
17- لعبة حترة مترة: أو حكرة بكرة قلي ربّـي عدّ العشرة 1, 2, 3،... وحتى 10, وفيها ينقسم الأطفال إلى فريقين, وكل فريق يتكون من ثلاثة أو أربعة, ويقوم أفراد الفريق الأول بحني ظهورهم وراء بعضهم, والأول فيهم يتجه نحو الجدار مستنداً عليه, ويقوم أفراد الفريق الثاني بالقفز على ظهورهم ثم يقولون حترة مترة ... إلخ, ويتبادلون الأدوار, وعلى كلّ فريق أن يتحمّل و يصبر. الصورة رقم ( 45 ) .
الصورة رقم ( 45 ) لعبة حترة مترة
18- السباحة: مارسها أبناء القريتين سواء أكانوا صغاراً أو شباباً في بركة وادي العين ذات المياه العذبة أو في بركة عين السخنة الكبريتية.
19 – لعبة فـتّحي يا وردة : لعبة قديمة وبسيطة ، عبارة عن مجموعة من البنات تتشابك أيدي بعضهن ببعض على شكل دائرة فيرفعنها للأعلى متباعدات ويقلن بصوت واحد (فتَّحي يا وردة..) ثم يقمن بإعادة أيديهن للأسفل حيث يقتربن من مركز الدائرة وبصوت واحد يرددن (سكِّري يا وردة ) .الصورة رقم ( 46 )
الصورة رقم ( 46 ) لعبة فتّحي يا وردة
20 – لعبة القطار : حيث يمسك كل طفل بثوب الذي أمامه من الخلف ويقودهم أكبرهم سناً ويدور بهم على شكل قطار وهو ينادي ( توت توت ع بيروت ) الصورة رقم ( 47 ) .
الصورة رقم ( 47 ) لعبة القطار
21 – لعبة طاق طاق طاقية : كثيراً ما يلعبها الأطفال في المدارس حيث يجلسون على الأرض في دائرة يبدأ أحدهم في الركض خلفهم ومعه طاقية (غطاء رأس) أو أي شيء وهو يقول : طاق طاق طاقية ) , فيقولون وراءة : ( طاقيتين بعليّة ), فيقول لهم : ( رن رن يا جرس ) فيجيبونه : ( حوّل واركب عَ الفرس ) ,وقد ينحني خلف أحدهم للتمويه دون أن يضعها فينظر الطفل وراءه فلا يجد شيئاً ,ثم يضعها خلف أحد الجالسين الغافلين، فإذا شعر هذا الصبي بذلك حملها وجرى وراءه فإذا وصل اللاعب الأول إلى مكان اللاعب الثاني دون أن يمسكه فيجلس مكانه ليبدأ الثاني في الجري حول المجموعة وهكذا تستمر اللعبة.كما في الصورة رقم ( 48 ) .
الصورة رقم ( 48 ) لعبة طاق طاق طاقية
22 – لعبة استطعم :يلعبها طفلان غالباً وأحياناً يشاركهم الكبار وقد يتخللها العنف, وفيها يضع الطفل الأمامي يده اليمنى مفتوحة بجانب عينه كي لا يرى خلفه ويده اليسرى فوق خاصرته اليمنى فيقوم الذي خلفه بضربه عليها بإحدى يديه وعلى المضروب أن يعرف اليد التي ضربته كما في الصورة ( 49 ) .
الصورة رقم ( 49 ) لعبة استطعم
23 – لعبة الخمسات : لعبة الخمسات قديمة وتتطلب لاعبين اثنين وتعتمد على رسم خمسات صغيرة على ورقة, ثم يتناوب كل لاعب على توصيل نقطتين بقلمه بخط مستقيم، وعندما اللاعب يشكّل مربعًا كاملًا يضع فيه أول حرف من اسمه أو إشارة معينة مثل ( + و - ) , ويستمر اللعب حتى ينتهي توصيل كل النقاط في الورقة، ويحصل اللاعب على نقطة واحدة لكل صندوق ينهيه ويفوز اللاعب الذي يحصل على أكبر عدد من المربعات , الصورة رقم ( 50 )
الصورة رقم ( 50) لعبة الخمسات
24 – لعبة إنسان حيوان جماد : وفيها كل طفل يمتلك ورقة مقسمة إلى خانات حسب التالي |اسم إنسان| حيوان| نبات| جماد| بلاد| . ثم يختار طفل حرفاً فيقومون بكتابة الأسماء في كل الخانات بحيث تبدأ بالحرف نفسه , ومن ينتهي أولاً يختار حرفاً جديداً وهكذا حتى تنتهي الأحرف وتحسب النقاط للطفل الأسرع , وهذه اللعبة تعتمد على التفكير وسرعة البديهة لدى الطفل , الصورة رقم ( 51 )
الصورة رقم ( 51 ) لعبة إنسان حيوان جماد
- ألعاب أخرى: بعضها يعتمد التقليد مثل: حشيشة قلبي هالطول, حيث يقلد الصغير ولاسيما أطفال الحضانة حركات وحالات معينة عندما ينشد:
وألعاب تعتمد الحظ والصدفة مثل: الطرّة والنقش بالنقود المعدنية, والمفرد والمجوز حيث يقوم الطفل بوضع يديه خلف ظهره مع عجم المشمش, ثم يمد اليمنى وقد أخفى فيها ما يريده من العجم ويقول: ( مكموك, فردوك ولاّ جوزوك ؟ ) ومكموك أي المخفي هل عدده فردي أم زوجي, فإن عرف أخذ ما في يده وإلاّ خسر مقدار ذلك, وهناك ألعاب معروفة في أكثر المجتمعات كلعبة الطائرة المصنوعة من ورق (أكياس الإسمنت) وعيدان وخيطان, وألعاب انقرضت مثل المس بركة وفيها ينقسم اللاعبون فريقين, فريق يدافع لاعب فيه بيديه عن كومة صغيرة من التراب ويحميها, وآخر يهاجم أفراده للوصول إليها بأرجلهم, واللعبة تحتاج إلى يقظة وقوة جسمية وسرعة, ولعبة شد الحبل المعروفة في المدارس, ولعبة تصفيق الأيدي ويلعبها طفلان وأحياناً يلعبها أحد الوالدين مع طفلهما حيث تبدأ بصفقة منهما ثم تصفق اليد اليمنى لأحدهما مع اليسرى للثاني , ثم صفقة كالأولى فالعكس أي يسرى الأول مع يمنى الثاني وهكذا تستمر اللعبة, وهناك لعبتان انقرضتا حالياً ذكرهما ابن القريتين الدكتور جبرائيل جبور كتابه ( من أيام العمر ) وهما لعبة الكورة وهي من عظم ركبة الجمل المستديرة, وتلعب بعصي معكوفة الرؤوس تؤخذ من شجر التين المعكوفة, حيث يقوم لاعب وقعت عليه القرعة برمي الكرة إلى حفرة صغيرة بعمق عشرة سنتيمترات وقطرها نحو أربعين ستيمتراً بعصاه, ويقوم الآخرون بإبعادها عن الحفرة بعصيهم, ولعبـة النبوت في فصل الشتاء, وهي عيدان رفيعة تبرى رؤوسها كأقلام الرصاص ويتبارى بها المتبارون ملوحين بالنبابيت في الهواء, ثم ترمى في الهواء بكل قوة لتشك في طين حفرة على وجه الأرض محاولين اقتلاع نبابيت الآخرين لاكتسابها, بشرط أن يقتلع نبوت الآخر, ويثبت نبوته في الطين منتصباً ( 1 ).
ثانياً – ألعاب الشباب: كان الشباب في القريتين يحبون لعبة الدّحُل, وهو على شكل كرة صغيرة نحتت من الحجر الصلب, ولكل لاعب دحُل خاص يشتهر به وغالباً يكون من نحته, ويقذف بإصبعه الوسطى بعد وضع السبابة فوقها, فإن أصاب قطعة نقدية منصوبة على الأرض فهي له, وهي لعبة لا تخلو من القمار, ولم يعد لها وجود مطلقاَ , كما مارسوا لعبة المطاقشة بالبيض حيث يضرب أحدهم بيضة الآخر فمن كُسِرت بيضته خسرها, كما وجدت لعبة اليانصيب, وهـذه الألعاب انقرضت, فالشباب حالياً اتجهوا إلى الدراسة والحاسوب والرياضة ولاسيما كرة القدم وما يفيدهم.
ثالثاً- ألعاب الكبار: وتتمثل بألعاب المنقلة وطاولة الزهر والشدة والضامة وبشكل قليل الشطرنج, والمنقلة لعبة قديمة ثنائية وتصنع من الخشب وتضم 14 بيتاً موزعة على صفّين, ولكل لاعب صف, والبيت حفرة نصف كرة منقورة في الخشب, وفي كل بيت (7) سبع حصى ملساء تجلب من ساحل البحر, ويمسك اللاعب حصى بيته ويوزعها على الأبيات التي تليه واحدة واحدة, وإذا انتهى التوزيع بأبيات فيـها اثنتان ( جـوز ) أو أربعـة ( ربعة ) فلَهُ, وتحتاج اللعبة إلـى العدّ والتفكير والمراقبة وحساب الاحتمالات, ومن يحصل فـي النهاية على حصى أكثر يفوز بجولة وتنتهي كل لعبة بثلاث جولات تدعى ( برتية ), هذا ولا يجوز اللعب بحصوة واحدة قبل أن يستولي على زوج أو أكثر ( يستحلي كما يقال ).الصورة رقم ( 52 ) .
صورة رقم ( 52 ) لعبة المنقلة
وأما طاولة الزهر ( النرد ) فهي لعبة شائعة ومعروفة في المدن والأرياف, ويلعبها الرجال فقط وهي ليست بحاجة إلى وصف, وتلعب بطريقتين إفرنجية و محبوسة, والأعداد فيها إما فارسية مثل : 1 و 1 هبي يك, أو تركية مثل: 1 و 2 إيكي بير, أو فارسية وتركية مثل : 5 و 6 شيش بيش فالأولى فارسية والثانية تركية.
وأما الورق ( الشـدة ) فألعابـها كثيرة, وأقدمها لعبة الباصرة المعروفة ويفضلها كبار السن والنساء, ومن ألعابـها الطرنيب بنوعـيه العادي والحرّ والتركس والليخا, إلاّ أن اللعبة الأحدث والأكثر شهرة وانتشاراً في القريتين هي المـُرك التي طغت على كل الألعاب السابقة, وقد أدخلها إلى القريتين خضر العبيد ( أبو دحام ) رحمه الله , وقد جلبها معـه من الأردن وتحتاج إلى شدتين وأربعة لاعبين, وقد أدخل عليها بعض التعديلات, وهي منتشرة بشكل واسع في مهين والواقع أينما تواجد أبناء القريتين تجد هذه اللعبة, وهي قاتلة للوقت كما يتخللها الصيــــاح وأحياناً العداوة, الصــــورة رقم ( 53 ) .وقد تجد أكثر من مجموعة أو كما يقال ( حوقة ) في السهرة الواحدة ( 2 ).
الصورة رقم ( 53 ) شباب قراونة يلعبون المـُرك في الرياض
وأما لعبة الضامة فهـي لعبة قديمة جداً وبسيطة وثنائية وهي تحتاج إلى تفكير وانتباه ولذا يسودها الصمت, وفيها خطط ويلعبها اثنان من الرجال ولكل واحد منهما 16 حجراً إما باللون الأسود أو الأبيض ( كأحجار طاولة الزهر ) أو بأحجار الشطرنج وعلى رقعتها أيضاً إلاّ أن حركة القطع واحدة, الصورة رقم ( 54 ) .. ويمارس لعبة الشطرنج والتي هـي لعـبة الملوك الفئة المتعلمة ولاسيما طلبة الجامعات, وهي ألعاب مسليّة وتعليمية ومنشطة للدماغ بآن واحد.
الصورة رقم ( 54 ) لعبة الضامة
وكانت في القريتين لعبة قديمة مورست من قبل النساء فقط وهي ( الطّمّة ), وهي للتسلية ولكنها لا تخلو من القمار, ولم يعد لها وجود, حيث يجتمعن ويجمعن حفنة من التراب أو روث الغنم غالباً ويتم تفتيته وترطيبه قليلا ثم تقوم احداهن بدفن قطع النقود ( فرنكات )داخل الحفنة أو الكومة من التراب وتحركه بيديها بشكل دائري, وبعد ذلك تقوم بتقسيمه بالتساوي على عدد اللاعبات وتختار كل لاعبة حصة يقال لها ( كور ) والتي تعتقد أن فيه فرنكات أكثر قائلة : هذا الكور كوري , ثم يقمن بالبحث عن قطع النقود داخل حصتها , وعلى ذكر القمار فقد انتشر في القريتين في منتصف القرن الماضي ولكنه حورب بشدة من قبل الأهالي لأنه يخرب بيوت لاعبيه, ولاعب القمار منبوذ في مجتمع القريتين وكما قال الشاعر :
لكلِّ نقيصةٍ فـي النـّاس عارُ وشـرُّ معايبِ المـرءِ القِمـارُ
ولكن البعض يتحينون فرصة ليلة رأس السنة الميلادية فيلعبون فيها القمار ويسمونها بعيد الفور, والمجتمع يحارب هؤلاء بشدة.
ومن المسليات بل ومن الضروريات أيضاً أن يتذكر الآبـاء ليالـي جرش البرغل, حيث يرى الحبيب حبيبته, ويتعرف على عروسه وكان الجرش يستمر إلى ساعة متأخرة من الليل.
حواشي وإحالات الفصل الثامن :
1 - من أيام العمر – الدكتور جبرائيل سليمان جبور / ط 1, جمعية أصدقاء الكاتب والكتاب, 1411هـ - 1991م / بيروت - لبنان 0
2 – كثيراً ما تحدث بعض المشاكل والنوادر في لعبة المـُرك فهناك أشخاص بدلاً من أن يلعبوا بالورق يلعبون بأعصابهم , وقــــد يرتفع الضغط معهم, فمرة فـــــــي حمص أنزعج أحد اللاعبين القراونة ( جد له أحفاد ) من شريكه الذي يقابله وهو رجل متزوج وله أولاد, فقام وضربه بيده ( كفاً ) على وجهه وغادر السهرة وقيل إنه بقي أكثر من ثلاثة أشهر يسهر في بيته , ومن النوادر الجميلة أن أحدهم أستمر في سحب الورق ( وهذا ليس في صالح الشريكين ) يريد أن يأخذ مــُـركه دون أن يعلم أن شريكه قد صنع له مــُركاً من قبل أن يبدأ سحب الورق وبـــ 20 ويحق له أخذ المـُرك فانزعج منه قائلاً : سحبت الشدة وأعطيتها لهم قل لي ( ليش ؟ ) فرد عليه : بدي أسحب جوكر أعمل مــُرك بعشرة , ما بدنا ناخذ مركنا..!, فما كان من شريكه عندما جاء دوره إلا ووضع عليه الجوكر وحوله من مرك 20 إلى مرك قيمته 10 وقال له : شرّف هاي مُرك بعشرة ( رحم الله الاثنين ).. وقيل بأن هناك جوقات نسائية يلعبنها, وفي الحقيقة هي لعبة ممتعة ومسلية ولكن ما زاد عن حده أثمر ضده فهناك من يأتي من مدينة لأخرى كي يلعبها وهناك من يسهر الليل بطوله بل يوصل الليل بالنهار في هذه اللعبة مما يسبب الكثير من المشاكل في بعض البيوت عدا عن الحلف بالطلاق أثناء اللعب من البعض بألا يشارك فلاناً أو قد حرم اللعب بها فيتراجع عن يمينه ...
الصورة رقم ( 55 ) منظر من القريتين ( مأذنة جامع الفردوس